شهد شمال قطاع غزة مسيرات منفصلة لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في الذكرى الحادية والستين للنكبة.
وقد انطلقت المسيرات عقب صلاة الجمعة, وألقيت كلمات أكدت على أن هذه الذكرى هي مناسبة للتأكيد على التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وفرصة للدعوة إلى تجاوز الانقسام وإنجاح الحوار كطريق للحفاظ على الثوابت والتمسك بالحقوق ومواجهة التحديات.
وردد أنصار حماس عبارات وشعارات تؤكد رفض الاعتراف بوجود إسرائيل, وتشدد على دعم المقاومة الفلسطينية. وقال أحمد بحر -رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة والقيادي في حماس، بكلمة له في المسبرة- "حق عودة اللاجئين الفلسطينيين هو حق مقدس فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم أو التفريط أو التنازل ومن يقدم تنازلات عنه يعد مرتكبا جريمة وطنية".
وشدد بحر على "رفض الشعب الفلسطيني لمشاريع التوطين أو التعويض وأنه لن يقبل إلا بحق العودة كاملا"، مؤكدا حق "الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة كافة حقوقه وثوابته".
وحمل بحر بريطانيا "المسؤولية التاريخية" عن معاناة الشعب الفلسطيني لإصدارها وعد بلفور الشهير الذي مهد لقيام دولة إسرائيل. كما طالب الولايات المتحدة بعدم غض النظر عن المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة ومأساة الشعب الفلسطيني في التشريد والتهجير منذ 61 عاما وأن تنتهج سياسية عادلة في تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه.
حق العودة
الضفة شهدت مسيرات رفعت فيها صور عرفات وعباس (رويترز)
وفي هذا السياق، حذر بحر من مشروع سلام جديد قال إنه "يجرى تجهيزه في عدة عواصم عربية زارها مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو" في إشارة إلى القاهرة وعمان.
وقال "يهدف هذا المشروع للتجاوز عن الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة". وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي، شدد بحر "على أن الحوار الوطني الفلسطيني هو الطريق الوحيد لاستعادة الوحدة الوطنية وضرورة إنجاحه على قاعدة الثوابت الفلسطينية وحماية المقاومة لا وفق الاشتراطات الخارجية والتنسيق الأمني مع إسرائيل".
مظاهرات الضفة
وكان مئات الفلسطينيين تظاهروا أمس الخميس في الضفة الغربية إحياء لذكرى النكبة، فقد انطلقت مسيرة "العودة" من رام الله من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات بمشاركة فرق الكشافة والقيادات السياسية وطلبة المدارس، وحمل عدد من المتظاهرين مفاتيح خشبية كبيرة ترمز إلى مفاتيح البيوت التي هجروا منها في 1948.
وجابت المسيرات العديد من مدن الضفة، ودعا متحدثون في مهرجانات خطابية لإنهاء الانقسامات بين الفصائل وأكدوا التمسك بحق اللاجئين في العودة.
وذكرت أسوشيتد برس في تعليق على طريقة إحياء الفصائل لذكرى النكبة أن المسيرات المنفصلة تعكس الخلافات والانقسام, مشيرة إلى أن الضفة الغربية ركزت فعالياتها الخميس, بينما بدأت غزة مسيراتها الجمعة, وفي مسيرتين منفصلتين لحماس والجهاد.